الفرق بين التجارة والاستثمار


التجارة والاستثمار

 في عالم الأسواق المالية يتبع كل مستفيد أسلوبًا معينًا لكسب الأرباح، إلا أنه يوجد نوعان من النشاطات الاقتصادية يُعدان الأكثر رواجًا وانتشارًا هما التجارة والاستثمار؛ إذ إن التجارة عملية بيع وشراء بوجود طرفين لتتحقق المنفعة لكليهما في فترة زمنية بسيطة، بينما الاستثمار هو عملية الشراء مع الاحتفاظ برفع قيمة رأس المال مع تحقيق العوائد في فترة زمنية طويلة، إذ إنهما مصطلحان يستخدمهما البعض للدلالة على نشاط واحد وهي مغالطة كبيرة، فهما نشاطان منفصلان يختلفان عن بعضهما البعض من حيث الفترة الزمنية لتحقيق الأرباح أو كمية المخاطرة في كل نشاط بالإضافة إلى مقدار الربح الناتج عن كل نشاط، وتأثير الضرائب وأدوات التحليل التقنية.

جوانب الاختلاف بين التجارة والاستثمار

يختلف الاستثمارعن التجارة بعدة جوانب نذكر منها:
  • مدة الربح ووسائله: الاستثمار هو بناء الثروة تدريجيًا خلال فترة زمنية طويلة الأمد نسبيًا من خلال عمليات شراء الأسهم والصناديق الاستثمارية المشتركة والسندات وأي أدوات استثمارية أخرى بأسعار منخفضة عادةً والاحتفاظ بها، وعادةً ما يُضاعف المستثمرون رؤوس أموالهم من خلال تركيبها أو إعادة استثمار الأرباح والعوائد في أسهم أخرى، تمتد فترة الاستثمارات على سنوات عدة أو حتى عقود، وذلك بهدف الاستفادة من بعض الامتيازات مثل الفوائد والعوائد وتقسيم الحصص طوال فترة الاستثمار، وفي الوقت الذي تتذبذب فيه الأسواق، يستطيع المستثمرون تجاوز الهبوطات في الأسهم من خلال توقع انتعاش الأسعار وتعافي السوق تدريجيًا، وعادةً ما يهتم المستثمرون بمؤشرات السوق الأساسية، مثل نسبة الأسعار والأرباح والتنبؤات الإدارية، أما التجارة فهي عمليات بيع وشراء متكررة للأسهم والسلع والعملات وغيرها لمدة زمنية قصيرة بهدف تحقيق عوائد تفوق أرباح الاستثمار ليتم الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، فالأهم بالنسبة للتجار الحصول على أرباح عالية وعدم تحمل الخسارة؛ إذ يستخدم التجار أدوات تحليل تقني بهدف تحقيق تجارة ذات احتمالية ربح عالية.
  • النظر إلى السوق: قد تكون زاوية النظر إلى السوق من أهم الفروق بين التجارة والاستثمار، إذ إن التجار عادةً ما ينظرون لأوضاع الأسواق الحالية ويهتمون بها، في حين أن المستثمرين يحللون نشاطات السوق على المدى البعيد ليبنوا نشاطاتهم التجارية على ذلك، كما أن المستثمرين عندما يحددون فرص الاستثمار يضعون الحوافز ضمن معادلات التحليل الأساسي، في حين أن التجار يُعنون بالنواحي الخاصة ببيانات التحليل التقني بهدف الحصول على دلالات تُشير لدخول السوق أو الخروج منه.
  • المخاطر: بالنسبة للمخاطر فكلا النشاطين ينطويان على مخاطر قد تؤثر على رأس المال، إلا أن التجارة تنطوي على مخاطر أكبر واحتمالية كسب عوائد أكبر إذا ما قورنت بالاستثمار، إذ إن الأسعار ترتفع وتنخفض في أوقات وجيزة، أما الاستثمار فهو يتطور وينمو ببطء لأنه يعتمد على المهارة والقدرة على التنبؤ، وهو ينطوي على مخاطر أقل وعوائد أقل على المدى القصير، إلا أنه قد يؤدي لتحصيل أرباح كبيرة عند مراكمة الفوائد والعوائد لفترات زمنية طويلة.
  • أطراف النشاط: عملية الشراء تكون بوجود طرفين للاتفاق على بيع وشراء السلع لمدة قصيرة، فهم يشترونها ويبيعونها بسرعة بهدف تحصيل أرباح عالية في السوق، وعدم فعل ذلك في الوقت المناسب قد يتسبب بالخسارة، كما أنهم يراقبون الأداء الحالي للأسواق بهدف الحصول على أعلى الأسعار وحجز الأرباح في فترة قصيرة، أما المستثمرون فتحتاج العملية لوجود عدد كبير من الوسطاء تحت عدة أنظمة وقوانين متبعة في كل دولة لجذب رأس المال ليس فقط من الدولة نفسها بل من الدول الأجنبية، ليستثمروا على المدى البعيد مع مراقبة الأسهم التي يمتلكونها.
  • نمو رأس المال: الاستثمار يمتاز بالاحتفاظ بقيمة رأس المال لفترات طويلة مع زيادة الأرباح من الفوائد مع إمكانية زيادة رأس المال بشراء الأسهم والأصول عند انخفاض سعرها وعدم بيعها، أما التجارة فتكون بشراء المنتجات والسلع والخدمات بعد دراسة السوق والطلب بهدف بيعها بسعر أعلى لتحقيق الأرباح ومضاعفة رأس المال لكن في بعض الأحيان يضطر التاجر لبيع السلع بسعر أقل خوفًا من فساد السلعة أو المنتج وخوفًا من خسارة رأس المال.
  • التكرار: يُكرَّر النشاط التجاري أكثر من النشاط الاستثماري لتتكرر العملية التجارية في اليوم أكثر من مرة بينما الاستثمار يحدث مرةً في الشهر أو حتى في السنة.
  • الدراسة والتحليل: في حين أن التجار يهتمون بدراسة الوضع الحالي للأسواق والأسعار واتجاهات السوق الحالية لضمان البيع بسعر مرتفع يغطي التكاليف مع وجود نسبة عالية من الربح يهتم المستثمرون بدراسة تحليلية بعيدة الأمد للمستقبل ولأساس الاستثمار.
  • السيولة النقدية: الاستثمار تنخفض فية السيولة النقدية، أما التجارة فتتواجد السيولة النقدية باستمرار نظرًا لقصر مدة المعاملات والشراء والبيع في فترة زمنية قصيرة قد تتكرر في اليوم الواحد أكثر من مرة.
  • التكنولوجيا: في التجارة يجب التركيز على التطورات في التكنولوجيا بسبب الحاجة لتطوير المعدات والتقنيات وتحديث البنية التحتية أكثر من الاستثمار وهذا يتطلب تخصيص جزء من رأس المال لذالك.
  • الضرائب: في الاستثمار تكون نسبة الضرائب منخفضةً للتسهيل على المستثمرين وجذب أصحاب رؤوس الأموال لإنعاش الاقتصاد المحلي عكس التجارة التي تُعد تداولات قصيرة الأمد وتخضع للضرائب.

دور المرأة  في التجارة والاستثمار

لم تكن التجارة والاستثمار مقتصرين فقط على الرجال أو على أصحاب رؤوس الأموال، فالمرأة في الأردن امتهنت التجارة بمساعدة صناديق تمويل المرأة في مختلف المجالات، فنرى المرأة الماهرة في الطهي مثلًا قد روجت لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت العديد من النساء في هذا المجال نجاحًا لافتًا ليس فقط بجني الأرباح السريعة من البيع بل بمضاعفة رأس المال، والتوجه لفتح المشاريع الكبيرة التي تضم حتى الموظفين، فالمرأة الأردنية سواء العاملة أم ربات البيوت أصبحت ذات دور فعال ومهم في الاقتصاد الأردني بفضل تلك الصناديق التي تقدم المساعدة المالية والبداية لكل سيدة قادرة على العمل والإنتاج.

المراجع

  1.  OLM Desk (26-8-2017), "Must know: Difference between Investing and Trading"، outlookindia, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  2.  JEAN FOLGER (23-4-2019), "Investing vs. Trading: What's the Difference?"، investopedia, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  3.  "What Is The Difference Between Trading And Investing?"fxcm, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  4. "5 key differences between investing and trading"motilaloswalmf, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  5.  "10 Differences Between Trading & Investing"speedtrader, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  6.  "Investing in women and a future for Jordan"eib,2-5-2016، Retrieved 21-11-2019. Edited.

جديد قسم : ربح المال