الهدف

قال فيودور دوستويفسكي ذات مرة: إن سر الوجود الإنساني لا يكمن فقط في البقاء حيًّا بل العثور على شيء للعيش من أجله، وقال نابليون هيل: يوجد شيء يجب أن يمتلكه الفرد على الأقل للنجاح وهو تحديد الهدف، ومعرفة ما يريده الشخص، والرغبة الملحة في امتلاكه.

في مرحلة ما من حياة المرء يتعين كسر الروتين والبدء في البحث عن أهداف تجعل منه مبتسمًا متفائلًا ومحبًّا للحياة، فلا يمكن للإنسان أن يعيش في هذه الحياة دون أن يكون لديه هدف سامٍ يرغب في تحقيقه، ويبذل ما بوسعه للوصول إليه، حتى لا يشعر بأنه فارغ ولا يربطه بالمستقبل سوى انتظار المجهول، وقد يرى البعض أن تحديد الهدف أمر صعب، ولكن عند التفكير بالموضوع جديًّا سيكون الأمر بسيطًا.

خطوات تحديد الهدف

تكون الأسس التي يرتكز عليها الشخص لتحديد هدفه كالآتي:
  • الرغبة الملحة بالسعي وراء الأهداف، والثقة المطلقة.
  • الإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف، إذ إنّ الإيمان المطلق بالقدرة على الوصول إلى الأهداف هو أمر هام من أجل تحقيقها، ويجب على الشخص أن يتذكّر أنّ كلّ الأشياء من حوله قد بدأت من فكرة في رأس أحدهم، ثمّ تحوّلت إلى فكرة حقيقيّة وواقعيّة مع الوقت.
  • توثيق الأهداف المنشودة وكتابتها، وجدولتها لإنجازها بمواعيدها المترتبة وتقييمها لاحقًا، وفي حال إهمال هذه الخطوة ستقل أهمية الأهداف وربما نسيانها شيئًا فشيئًا ويفضل تدوينها كملاحظات ورقية ملونة وتعليقها على باب خزانة الملابس أو حائط الغرفة ليتسنى رؤيتها وتذكرها صبيحة كل يوم.
  • الدقة في اختيار الأهداف، إذ يجب أن تكون الأهداف معقولة كما يجب أن تكون واضحة بعيدة عن أي غموض، أو لبس قد يعرقل من سيرها ويمكن تقسيمها لمراحل وربطها بمعايير ملموسة عند كل مرحلة، لقياس مدى النجاح والشعور بالرضا.
  • رسم خطة مبدئية، لوضع كل هدف مراد تحقيقه ضمن إطار زمني.
  • عدم التردد في طلب المساعدة، سواء من الأهل أو الأصدقاء، والأخذ بنصائحهم حول تجاربهم أو إنجازاتهم التي غيرت البعض منهم للأفضل.
  • التقييم المستمر لرحلة تحقيق الهدف، وذلك للاستفادة من الأخطاء وتصحيحها قبل وقوعها إن أمكن.

طرق إيجاد الهدف

كل إنسان في هذا الوجود لديه هدف فريد ومختلف في هذه الحياة، وإيجاد الهدف قبل المضي قدمًا يعد من أهم الإجراءات الواجب اتباعها وفيما يأتي بعض النصائح لإيجاد الهدف:
  • البحث في أعماق النفس عن أكثر الأشياء التي تلفت الانتباه سواء الوظيفة أو العمل التطوعي أو الدراسة أو أي أمر آخر يُشعر الشخص بأن لديه شغفًا وحبًّا كبيرًا للاستمرار فيه وإثبات نفسه.
  • العطاء والبذل، وهذا الأمر يساعد الإنسان في التعرف على جانب الخير في شخصيته، ويدفعه لأن يتجرد من أنانيته ويبحث عن الأشياء التي يمكن أن يقدمها للآخرين بما فيه نفعٌ لهم.
  • اختيار الهدف بناءً على الحب والرغبة وليس بحثًا عن إعجاب الناس وإطرائهم، لأن الهدف المبني على الحب يصل إليه الإنسان دون كلل أو ملل.
  • عدم التأثر بآراء الناس فيما يتعلق بالأشياء التي يحبها الشخص ويطمح للقيام بها، فكثير من الأشخاص يطمحون لتحقيق أهداف قد تبدو في أعين الناس بسيطة أو سطحية، والاكتراث بآرائهم سيجعله يتراجع عنها مع أنها تعني له الكثير.

خطوات تحقيق الهدف

وبعد التفكير في الهدف والوصول إليه، تبدأ المهمة الأصعب وهي السير في رحلة تحقيق الهدف، ويحتاج الإنسان إلى أساسيات معينة يجب أن لا ينساها ليحقق الأهداف المرجوة في حياته ومن أبرزها:
  • الإيمان التام والكامل بالهدف، والتصديق بإمكانية تحقيقه، والإيمان بالطاقة الداخلية وأنها قادرة على تحقيق أي هدف مهما كان معقدًا وصعبًا.
  • السعي الجاد وراء الفكرة وعدم الاكتفاء بالحديث عنها، فالأهداف والأفكار لا يمكن أن تتحول إلى حقائق ملموسة إلا إذا رافق الفكرة عمل جاد لتحقيقها.
  • المرونة في التفكير، ففي بعض الأحيان قد تظهر بعض الأمور التي تقتضي تغيير طريقة التفكير أو التعديل على بعض الأمور البسيطة في الهدف.
  • تجنب إضاعة الوقت والحرص على استثماره جيدًا.
  • الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة وعدم التعويل على أشياء يمكن أن تحدث في المستقبل وربط الهدف بها وتأجيله إلى حين حدوثها.
  • التوكل على الله وطلب العون والرضا منه.
  • اتخاذ قدوة حسنة ممن حققوا أكبر النجاحات عبر العالم، والبحث في قصصهم وقراءتها وملاحظة الصعوبات التي عاشها هؤلاء والتي لم تثنيهم أبدًا عن أحلامهم بل على العكس صنعوا منها سلمًا نحو المجد.

أسباب فشل تحقيق الهدف

فيما يأتي بعض أسباب الفشل في الوصول للهدف:
  • اختيار أهداف غامضة وغير واضحة وبالتالي عدم القدرة على وضع خطة مجدية لتحقيقها.
  • شكوك البعض من قدرته على بلوغ الهدف وانعدام الثقة بالنفس وعدم الإيمان بالنجاح أو الجرأة في المحاولة.
  • الكسل وتضييع الوقت بالكلام دون بذل مجهود حقيقي من غايته تحقيق الهدف إذ يفضل معظم الناس مشاهدة التلفزيون وتصفح الإنترنت والمماطلة التي لن تساعد في تغيير الحال إلى الأفضل.
  • اختيار أهداف مملة أو غير محفزة، فعند اختيار أهداف لا تثير الشخص لتحقيقها ستسبب اليأس لصاحبها بمجرد اتخاذ أول خطوة ولذلك يفضل أن تكون الأهداف واضحة ومتأصلة في العواطف لبلوغها.
  • عدم الالتزام بالخطوات لتحقيق الهدف فنجد أن الأشخاص الناجحين ملتزمون بنسبة 100% تجاه أحلامهم ومستعدون لعمل أي شيء للوصول إلى أهدافهم على عكس الأشخاص الفاشلين.
  • تعدد الأهداف ومحاولة تحقيقها جميعًا في الوقت نفسه، فمن الأفضل اختيار هدف واحد مُجدٍ وتحقيقه بدلًا من اختيار عشرة أهداف فاشلة يستحيل إنجازها.
  • التعذر بدل السعي الجاد فنجد الكثيرين يشكون من صعوبة المنافسة في ظل الأوضاع الراهنة للاقتصاد وعليه نجد أن الأشخاص الناجحين يعملون بجد ويستمرون في المضي قدمًا، بدلًا من إلقاء اللوم والتشاؤم والخذلان.
  • عدم القدرة على التعامل مع المشكلات وعدم تقبل الفشل، فمعظم الناس لا يعرفون كيفية التعامل مع الخسارة وليس لديهم العزم أو الإصرار لتحقيق الهدف الأساسي خاصةً في حال تأخر النتيجة المطلوبة فيختارون الاستسلام والتوجه لمطاردة تحقيق أهداف أخرى بدلًا من التحلي بالصبر.

المراجع

  1.  "The Dangerous Approach of Living Without Purpose"medium, Retrieved 26-10-2019. Edited.
  2.  "Steps for Effective Goal Setting"collegeforadultlearning, Retrieved 26-10-2019. Edited.
  3.  " Life Purpose Tips to Help You Find Your Passion"jackcanfield, Retrieved 26-10-2019. Edited.
  4.  "steps-to-achieve-goals"successconsciousness, Retrieved 26-10-2019. Edited.
  5.  "Being Successful in Life"islamqa.info, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  6.  "Top 10 Reasons Why People Fail To Reach Their Goals"goalcast, Retrieved 26-10-2019. Edited.

جديد قسم : مهارات الحياة