أسباب العصبية الزائدة عند الأطفال


العصبية

تُعبر العصبية عن حالة عاطفية تتراوح شدتها من الغضب الخفيف إلى المتوسط والشديد، قد تكون لهذه الحالة آثار على الصحة مثل؛ ارتفاع معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الأدرينالين والنورادرينالين، يعدّ التعبير عن الغضب سلوكًا طبيعيًا وصحيًا، إلّا أنّ الغضب غير المُنضبط قد يُؤدي إلى السلوك العدواني الذي قد يتطور ليُصبح ضارًا، ويبدأ السلوك العدواني بالظهور في السنوات الأولى من عمر الطفل؛ إذ تكون عدم مقدرته على الحديث أحد أسباب بداية تشكل العصبية. يحتاج الأطفال في جميع الفئات العمرية إلى تعلم كيفية التحكم في عواطفهم؛ فقد يتسبب العدوان المتكرر بمرور الوقت بمشكلات في المدرسة والمنزل ومع الأصدقاء والعائلة، بالإضافة للمشكلات النفسية، لذا يجب تحديد أسباب الغضب لدى الطفل ومحاولة إدارة هذه العاطفة بطريقة صحية وسليمة، لتلافي نتائجها السلبية.

أسباب العصبية الزائدة عند الأطفال

تدلّ العصبية الزائدة لدى الأطفال على ضيق الطفل، والعديد من الأسباب المحتملة كذلك، بما فيها:
  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبة التحكم في السلوك؛ إذ يعانون من صعوبة الالتزام بالتعليمات، ممّا يُوَلّد لديهم الشعور بالغضب والانفجار العاطفيّ.
  • القلق: الأطفال الذين يظهرون مشاعر الغضب والعصبية، غالباً ما يعانون من قلق شديد وغير معترف به، قد يؤدي بهم لمواقف تُعرضهم لنوبات الغضب.
  • الصدمة أو الإهمال: العديد من نوبات العصبية التي تنتاب الأطفال في المدرسة، نتيجة للصدمة أو الإهمال أو الفوضى في المنزل، نتيجة فقد الشعور بالأمان في المنزل.
  • مشكلات التعلم: عندما يتصرف الطفل بعصبية أثناء الدراسة سواء في المدرسة أو المنزل، فمن المُحتمل أن يكون لديه اضطراب في التعلم، وبدلاً من طلب المساعدة، قد يقوم بتصرف سيء أو بدء مشكلة مع طفل آخر، لتحويل الانتباه عن ضعفه في التعلم.
  • اضطراب التكامل الحسي: يواجه بعض الأطفال مشكلة في معالجة المعلومات الحسية التي يتلقونها من مُحيطهم؛ كالشعور بالحساسية الشديدة للضوضاء أو الضوء أو فقد الإحساس بما يحيط بهم، وكلا الأمرين قد يؤديان بالطفل إلى نوبات عصبية شديدة.
  • التوحد: عادةً ما يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من الانهيارات العصبية؛ إذ يُفضل طفل التوحد الروتين الثابت، وأيّ تغيير مفاجئ تجعله عصبيًا، كما أنّ افتقاره إلى مهارات اللغة والتواصل للتعبير، يُعرضه لنوبات الغضب.
  • المُعاملة القاسية: مشكلات مع الأصدقاء أو تعرض الطفل للتنمر يجعله أكثر عدوانيةً وغضبًا.
  • الهرمونات: التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ قد تجعل الطفل أكثر عصبية.

إدارة العصبية الزائدة عند الأطفال

عند التعامل مع الطفل الذي يُعاني من العصبية الزائدة ونوبات الغضب، فإن التحكم بذلك يتطلب تعليمه بعض المهارات التي يحتاجها لإدارة مشاعره بطريقة صحيحة، ومن الطرق لامساعدة لهذه العملية:
  • تعليم الطفل المشاعر: وذلك بتعريف الطفل بالمصطلحات المُعبرة عن المشاعر مثل الحزن والسعادة والغضب والخوف، إذ قد يؤدي عدم فهم الطفل لما يشعر به لقيامه بتصرف سيء لجذب الانتباه، لذلك يجب توجيه الطفل وتفسير المشاعر عند حوث المواقف المعبرة عنها.
  • إنشاء مِقياس للغضب: وهو أداة تُساعد الطفل في تقييم درجة غضبه، ويُمكن عمل ذلك برسم ميزان الحرارة على قطعة كبيرة من الورق، ووضع درجات عليه، فدرجة الصفر تعني عدم الغضب و رقم خمسة يعني متوسط الغضب وعشرة تعني الغضب الشديد، عندما يتعلم الأطفال علامات التحذير الخاصة بهم، يساعدهم ذلك على فهم الحاجة إلى أخذ قسط من الراحة، قبل أن ينفجر غضبهم عند المستوى العاشر.
  • تعليم تقنيات محددة لإدارة الغضب: واحدة من أفضل الطرق لمساعدة الطفل الغاضب هو تعليم تقنيات محددة لإدارة الغضب، كتنبيه الطفل للتنفس بعمق عند الشعور بالغضب، أو ممارسة أحد الأنشطة التي تحدّ من التوتر؛ كالمشي السريع، أو العد للعشرة أو تكرار عبارة مفيدة، ويحتاج بعض الأطفال التدريب المستمر على مهارات ضبط الغضب واللااندفاعية.
  • عدم التأثر بنوبات الغضب: بالرغم من أنّ الاستجابة لمطالب الطفل، هي الطريقة الأسهل لتجنب نوبات الغضب، إلّا أنه لا يجب الاستسلام له؛ إذ قد يتسبب ذلك بتفاقم مشكلات السلوك العدواني على المدى الطويل.
  • العقاب عند الضرورة: يُعد الانضباط والعقاب أمرًا ضروريًا لمساعدة الطفل على معرفة أن السلوك العدواني أو عدم الاحترام غير مقبول؛ كإجباره على المساعدة في إصلاح شيئًا ما كسره أثناء الغضب، أو قيامه بالأعمال المنزلية للمساعدة، أو حرمانه من أمر مُعين وعدم إعادة امتيازاته حتى يُصلح الضرر.
  • ابعاد الطفل عن وسائل الإعلام العنيفة: خاصةً في حالة السلوك العدواني للطفل، وبدلاً من ذلك، يجب التركيز على تعريضه للكتب والألعاب والمشاهد النموذجية لمهارات حل النزاعات.

علامات العصبية الزائدة عند الأطفال

تظهر بعض العلامات على الطفل الذي يُعاني من العصبية المُفرطة، تدلّ على ضرورة اللجوء للمساعدة، عند ظهور أحد هذه الأعراض، فإّن عرض الطفل على طبيب الأطفال يُسهم في التأكد من عدم معاناته من أيّ مشكلات صحية، قد تكون السبب في الحالة، وفي حال استثناء ذلك، فإنّ استشارة أخصائي الصحة العقلية، قد يُسهم في إيجاد حلول للمشكلة، وتدريب الآباء على استراتيجيات إدارة غضب الطفل، ومن هذه العلامات ما يأتي:
  • تأثير حالة الغضب على العلاقات الاجتماعية؛ كضرب الأخ أو الآخرين بشكل متكرر عند الغضب، فمثل هذه التصرفات تُعرض الطفل لصعوبة في الحفاظ على علاقات طويلة المدى، كما قد تؤثر تصرفات الغضب على العلاقات الأسرية عند تعطيلها أنشطة الحياة الطبيعية.
  • استخدام الطفل العدوان وسيلة لحل المشكلات أو تلبية الاحتياجات بدلًا من جعله آخر الحلول.
  • نوبات الغضب غير الملائمة للعمر؛ كإلقاء الطفل ذو الثماني سنوات بنفسه على الأرض وركل ما حوله، هذا تصرف طبيعي لعمر السنتين، ولكن يجب أن تنخفض درجة التوتر والغضب مع نضوج الطفل، إذ إنّه سيكون دليلًا على مواجهة الطفل صعوبة في تنظيم العواطف.
  • يأس الطفل بسرعة، وشعوره بالإحباط بسرعة؛ كانهياره عند ارتكابه لأيّ خطأ يكون دليلًا على ضرورة مساعدته لتخطي هذه الحالة.
  • عند اكتساب الطفل المتميز بالعصبية الزائدة لصفات سيئة؛ كالكذب المتكرر والسرقة، أو إيذاء نفسه أو الآخرين أو حتى الحيوانات.
  • التغير المستمر والمفاجئ للمزاج، وصعوبة التزامه في الجلوس والتركيز.

المراجع

  1.  William C. Shiel, "Medical Definition of Anger"، www.medicinenet.com, Retrieved 13-01-2020. Edited.
  2. "Anger management for young children"aboutkidshealth,03-03-2010، Retrieved 13-01-2020. Edited.
  3.  "Is My Child’s Anger Normal?"childmind, Retrieved 13-01-2019. Edited.
  4. ^ "Dealing with child anger"nhs,17-03-2017، Retrieved 13-01-2020. Edited.
  5.  "7 Ways to Help an Angry Child"، verywellfamily, Retrieved 13-01-2020. Edited.
  6. ^"5 Signs You're Raising an Angry Child"، verywellfamily, Retrieved 13-01-2020. Edited.
  7.  "Anger Management Issues in Children"familydoctor Retrieved 13-01-2020. Edited.

جديد قسم : التربية