مظاهر عناية الوالدين بالطفل


تربية الأبناء

يُعد الأبناء فلذة أكباد أهلهم، وهم أمانة في أعناق آبائهم، ومن الأمانات التي يتوجب حفظها وعدم خيانتها، والآباء يُسألون عن رعايتهم لأبنائهم إذا أحسنوا أو أساؤوا ذلك الأمر، وهم زينة للآباء في الحياة الدنيا، وذخر لهم في الحياة الآخرة، لأنَّ الوالدين إذا أحسنوا تربية أطفالهم سيكونون من الصالحين، والصالحون يحفظون والديهم ويدعون لهم دعوةً صالحةً، ومما لا شكَّ فيه أنَّ الأطفال مرآة لأخلاق وسلوكيات الآباء والأمهات في غالبية الأوقات، وهم يتأثرون كثيرًا بوالديهم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تربية الأبناء لها أهمية كبيرة في صلاح المجتمع الإسلامي، وهي تحمي الأطفال من التسيب والانحراف والتشرد، ومن هذا المنطلق فإنَّ كثيرًا من الوالدين يبحثون عن أفضل الطرق لتربية الأطفال، لذا سنقدم في المقال مظاهر عناية الوالدين بأطفالهم.

مظاهر عناية الوالدين بالطفل

توجد العديد من المظاهر التي تدل على مدى عناية الوالدين بالطفل، وأهمها ما يأتي:
  • تعزيز احترام الطفل بنفسه: يبدأ الطفل بتطوير شعوره بذاته من خلال عيون آبائه، وعامةً تؤثر الكلمات والأفعال على شخصية الأطفال النامية أكثر من أي شيء آخر، والإشادة بالإنجازات مهما كانت صغيرةً تجعلهم يشعرون بالفخر، لذا يُنصَح بترك الأطفال يفعلون ما يريدون بطريقة مستقلة حتى يشعروا بالقوة والقدرة، وعلى نقيض ذلك يتوجب تقليل التعليقات أو المقارنات بين الأطفال، ويتوجب اختيار الكلمات بعناية والتعامل مع الأطفال بحنان.
  • تخصيص وقت للأطفال: يحب الأطفال التواجد مع والديهم، لذا يُنصَح بأن تستيقظ الأم قبل 10 دقائق في الصباح حتى تتناول وجبة الفطور مع الطفل أو المشي معه بعد تناول العشاء، والأطفال الذين لا يحصلون على الاهتمام الذي يريدونه غالبًا ما يتصرفون بأسلوب سلبي، لذا من الجيد أن يُجدول الآباء وقتهم مع أطفالهم، كأن يعينوا يومًا خاصًا أسبوعيًا لمشاركة الحياة مع الأطفال، ويُمكن طلب المساعدة منهم بتقرير كيفية قضاء الوقت معهم.
  • التواصل: يُعد التواصل من أولويات العناية بالأطفال، ولا يُمكن للأطفال أن يفعلوا كل شيء لمجرد أنَّ الوالدين قالا لهم ذلك، لأنهم يريدون أن يفعلوا ما يريدون، ويتعاموا أحيانًا كما لو أنهم بالغون.

التغذية الجيدة للأطفال

يُمكن لأي والدين أن يكونا قدوةً حسنةً فيما يتعلق بتغذية الأطفال، وعامةً حتى لو كان الوالدان يُعانيان من زيادة في وزنهما أو يُواجهان مشكلةً بفقدها فيُمكن أن يكون الإنسان نموذجًا صحيًا لطفله، وعامةً يُمكن تجربة مجموعة من الأمور في المنزل بهدف تحقيق أفضل رعاية غذائية للأطفال، وهي كما يأتي:
  • شراء الفواكه والخضار بدلًا من الوجبات الخفيفة، إذ تشير الدراسات والأبحاث لأهمية التأكيد على المواد الغذائية التي يتوجب على الطفل تناولها أكثر من مرة في اليوم الواحد.
  • السيطرة على كمية الطعام، إذ يجب تعليم الطفل طريقة التوقف عن الأكل وفقًا لما يُطلق عليه اختصاصي التغذية التحكم بكمية الطعام، ووفقًا لذلك عليه ألا يتناول الطعام عندما يشعر بالشبع.

قواعد تربية الأطفال الصحيحة

تتمثل القواعد الصحيحة لتربية الأطفال بالأمور التالية:
  • الرفق واللين: وردت الكثير من الأحاديث البنوية التي تُوجب على الوالدين اعتماد أسلوب الرفق واللين في التعامل، ومما لا شكَّ فيه أنَّ طبع الأطفال أنهم يميلونن للوالد الذي يتصف بالرفق بهم، كما يتوجب أن يكون معينًا لهم، ويهتم بهم دون أي صراخ أو غضب، بالإضافة لأهمية الصبر على الأطفال، فالطفل في سن معين يحتاج للعب والترفيه، كما أنَّه في سن معين يتطلب التأديب والتدريس، لذا يجب إعطاء الأمور حقها، والتعامل مع المواقف بوسطية واعتدال، والأولاد إذا أحبوا رفيق لهم كان ذلك دافعًا قويًا لهم لطاعة والدهم، والعكس فيما يتعلق بغياب الرفق والعنف والشدة والنفور والتمرد والعصيان والخوف، والتعامل بالرفق لا يعني عدم استخدام العقوبة إذا أراد الإنسان ذلك، وإنما الانتباه للعقوبة لتُستخدم بحكمة دون مبالغة.
  • القدوة الحسنة: على الوالدين الالتزام بالأخلاق التي يريدون تأديب الأولاد عليها، فلا يليق للإنسان مثلًا نهي الوالد ولده عن التدخين وهو يدخن بذاته.
  • البيئة الصالحة: يُقصد بالبيئة الصالحة البيئة التي تمدح الفعل الحسن وتحترم فاعله وتذم القبيح والشخص الذي يفعله، وفي الوقت الحاضر كثيرًا ما يُلاحظ أنَّ هذه البيئة مفقودة، لكن يستطيع الإنسان بالجهد البدني والنفسي والمالي صناعتها، فمثلًا إذا كانت عائلة تعيش في وسط لا تُوجد فيه عائلات مسلمة يُمكنها الانتقال إلى حي أو مدينة أخرى يكثر فيها نسبة المسلمون، ويُمكن تسجيل الطفل في نوادٍ رياضية أو ثقافية تحت إدارة إسلامية، إذ يدل ذلك على حرص الوالدين على أبنائهم وتربيتهم تربيةً صالحةً دينيةً في غالبية متطلبات حياتهم.
  • ملازمة الدعاء: يُقصد بذلك ملازمة الدعاء خاصةً عند الإجابة كثلث الليل الأخير وخلال السجود وفي يوم الجمعة، وعامةً إنَّ الإكثار من دعاء الله عز وجل يحقق الصلاح للأولاد، ويهديهم للطريق المستقيم، والدعاء للأولاد من صفات عباد الله الذين يتصفون بالصلاح.

المحافظة على الأبناء وفكرهم في الغرب

إنَّ الحفاظ على الأبناء وأفكارهم عند العيش في البلاد غير المسلمة يتطلب العديد من الخطوات، وهي على النحو التالي:

داخل المنزل

  • حفاظ الآباء على الصلاة في المسجد مع الأولاد وإن لم يكن يوجد مسجد قريب يُمكن الصلاة جماعةً في المنزل.
  • قراءة القرآن الكريم والاستماع لتلاوة شيخ كل يوم.
  • الاجتماع على مائدة الطعام مع بعضهم البعض.
  • الحديث مع الآخرين بلغة القرآن الكريم قدر الإمكان.
  • الحفاظ على الآداب السرية والاجتماعية التي تنص عليها الآيات القرآنية ومن أبرزها ما ورد في سورة النور.
  • منع الأطفال من مشاهدة الأفلام الخليعة والفاسقة قدر الإمكان.
  • المبيت داخل المنزل والعيش فيه لأطول وقت ممكن، لأنَّ هذا الأمر يحميهم من البيئة الخارجية السيئة.

خارج المنزل

  • إرسال الأطفال لمدارس إسلامية منذ طفولتهم حتى يصلوا للمرحلة الثانوية.
  • إرسالهم لمسجد قدر الإمكان حتى يصلوا صلاة الجمعة والجماعة وحضور الحلقات العلمية والوعظية.
  • إيجاد جميع النشاطات التربوية بين الأطفال والشباب في أماكن يقودها أشخاص مسلمون.
  • تدريب الأطفال على الحديث عن دينهم الإسلام بلغة مفهومة وواضحة وسهلة.
  • تدريب الأطفال على حفظ القرآن الكريم وإرسالهم لبلدان عربية إسلامية حتى يتفقهوا في الدين الإسلامي.
  • تشجيع الأطفال على الزواج من النساء المسلمات ذوات الخلق الحسن.
  • منعهم حضور حفلات الرقص والموسيقى والغناء ومهرجانات الفسق والخمر وأعياد الكفر.

المراجع

  1.  أحمد برعود، "معالم في تربية الأبناء"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  2.  KidsHealth Medical Experts, "Nine Steps to More Effective Parenting"، kidshealth, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  3. Jeanie Lerche Davis, "Your Child's Nutrition: The Power of Parents"، webmd, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  4.  "دليل المسلم الجديد - [46 تربية الأبناء في الإسلام "]، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.

جديد قسم : التربية