الحضانة

تعدّ الحضانة مكانًا يجمع الطفل بأقرانه ليتفاعل معهم ويحصل على دروس حياتية قيّمة، مثل: مفهوم المشاركة وكيفيتها، والتبادل واتباع القوانين والقواعد، كما يُمكن من خلالها تجهيز الطفل أكاديميًّا لمرحلة رياض الأطفال، ورغم ذلك قد يكون الذهاب إلى الحضانة مصحوبًا ببعض التوتر والقلق من قبل الوالدين والطفل على حد سواء باعتبارها بيئة جديدة تضمّ أشخاصًا غير مألوفين بالنسبة للطفل، الأمر الذي يتطلّب التعامل بطريقة صحّية مع هذه المرحلة ومعرفة ما يتعلّق بها.

أفضل سن للحضانة

تعتمد الكثير من الحضانات استقبال الأطفال عند عمر الثالثة باعتباره السن الأنسب لذلك، ويتبنّى آخرون الرأي ذاته على اعتبار السن الذي يسبق مرحلة رياض الأطفال بسنتين هو السن المناسب أي سن الثالثة أيضًا، ورغم هذا لا يعد العمر مؤشرًا رئيسيًّا يُعتمد عليه لإلحاق الطفل بالحضانة، إذ توجد العديد من التفاصيل الأخرى التي يجب مراعاتها، والتي تختلف بطبيعة الحال من طفل لآخر.

جاهزية الطفل للحضانة

قبل إلحاق الطفل بالحضانة يجب التأكّد من جاهزيته لذلك، وفقًا لما يأتي:
  • الاستقلالية: إنّ مرحلة الحضانة تتطلّب من الطفل امتلاك بعض المهارات الأساسية، مثل: غسل اليدين بعد التلوين، وتناول الطعام، والنوم وحده.
  • الاتصال بالأم: إنّ الطفل الذي اعتاد قضاء بعض الوقت مع جليسة الأطفال أو أحد الأقارب مع عدم وجود الأم سيكون أكثر استعدادًا لتقبّل الحضانة، وفي حال لم تتوفّر فرصًا للطفل ليُجرّب ذلك، يُمكن البدء بتركه في عطلة نهاية الأسبوع عند جدته أو خالته مثلًا.
  • الخوض في نشاطات فردية: تشمل الحضانة العديد من المشاريع الفنية والحرفية التي تحتاج إلى القدرة على التركيز على مهام فردية؛ لذا فإنّ الطفل الذي يحب الرسم مثلًا أو يباشر في حل الألغاز والأنشطة المختلفة دون حاجة لمساعدة سيكون أكثر استعدادًا للالتحاق بالحضانة.
  • المشاركة في الأنشطة الجماعية: إنّ الكثير من أنشطة الحضانة تتطلّب مشاركة جماعية كصنع دائرة من الأطفال مثلًا والبدء بنشاط مشترك، وهي تُتيح للطفل فرصة التعلّم واللعب في الوقت ذاته، وهي تشمل الجلوس والاستماع إلى الحكايات والغناء، ويُشار إلى أنّ هذه الأمور صعبة جدًّا بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام، والذين ليسوا جاهزين بعد للّعب مع غيرهم من الأطفال.
  • السير وفق جدول منتظم: تتبع الحضانات روتينًا في تقديم برامجها، وهو غالبًا ما يكون: وقت الاجتماع، ووقت اللعب، ووقت تقديم وجبة خفيفة، والخروج إلى الملعب وأخيرًا الغداء، وهذا لأنّ الأطفال يشعرون براحة أكبر عندما يفعلون الأشياء ذاتها في الوقت ذاته من كل يوم.
  • التحمل البدني: تُقيم الحضانات المشاريع الفنية والرحلات الميدانية التي تحتاج إلى قوة بدنية معينة للالتزام بها.
  • وقت الغفوة: عادةً ما تحدد الحضانات موعد القيلولة بعد الغداء، فإذا كان باستطاعة الطفل البقاء مستيقظًا لهذه الساعة أو طوال اليوم سيكون مستعدًا للحضانة، أما إذا كان بحاجة إلى غفوة في الصباح سيكون من المبكر إلحاقه بالحضانة.

أسباب إلحاق الطفل بالحضانة

على الأبوين التفكير جيدًا في الهدف من إلحاق الطفل بالحضانة؛ فإذا كان الهدف مجرد إيجاد وقت للذات أو إيجاد من يعتني بالطفل فيُمكن إيجاد خيارات أخرى إذا أظهر الطفل عدم جاهزيته للالتحاق بها، أما إذا كان الهدف هو تمكينه من الاستعداد لمرحلة رياض الأطفال، فقد أشار العديد من الخبراء إلى وجود طرق أخرى -غير الحضانة- لتطوير مهارات الطفل اللازمة للنجاح في الروضة، ومنها الاتفاق مع شخص يقدم الرعاية النهارية للقدوم إلى المنزل والاستمتاع برفقته، وقد كشفت دراسة صدرت عن المعاهد الوطنية لصحة الطفل وتطوّره البشري أنّ الأطفال يتصرّفون بطريقة أفضل في حال تقديم الرعاية لهم من قبل شخص مهتم بصحّتهم وتطوّرهم ويقدم لهم مجموعة من الأنشطة المناسبة لأعمارهم، وهم بهذا ليسوا بحاجة إلى الحضانة.

وفي المقابل، في حال إظهار الطفل حماسًا لتعلم المزيد من الأمور واستكشافها مع عدم حصوله على التحفيز الكافي في المنزل، أو إذا كان يُبدي استعدادًا لتوسيع دائرته الاجتماعية والتفاعل مع غيره من الأطفال، في هذه الحالات جميعها ستكون فرصة مثالية لإلحاقه بالحضانة.

مساعدة الطفل على قبول الحضانة

توجد العديد من الأساليب التي يُمكن من خلالها تسهيل قبول الطفل للحضانة، ومنها ما يأتي:
  • قضاء بعض الوقت للتحدث مع الطفل عن مرحلة الحضانة قبل أشهر أو أسابيع من الالتحاق بها فعلًا.
  • زيارة الحضانة قبل الالتحاق بها عدة مرات برفقة الطفل، وذلك لتخفيف المخاوف التي قد تنتج عن المكوث فترة من الزمن في منطقة غير مألوفة، كما أنّ هذه الزيارات جيدة لمقابلة معلم الطفل والاستفسار عن النظام الروتيني المتبع في الحضانة والأنشطة الجماعية، ومحاولة تطبيق بعض منها في المنزل تدريجيًّا لتُصبح مألوفة لديه، فمثلًا يُمكن تشجيع الطفل على التلوين على الورق حتى يكتشف بسهولة آلية عمل الطباشير الملونة المستخدمة في الحضانة، وكذلك السماح له باستكشاف الصف ومحتوياته وما إذا كان يرى ضرورة التفاعل مع غيره من الأطفال، وذلك ليتعرّف على الألعاب الجديدة التي سيلعب بها عند بدء الحضانة، كما يُمكن الاستفسار من المعلم حول طريقة تعامله مع الأيام الأولى التي قد يبكي خلالها الطفل، وعن البرنامج الذي سيجعل الالتحاق بالحضانة أمرًا أكثر سلاسة بالنسبة للأخير.
  • التحلي بالهدوء والطمأنينة حول خيار إرسال الطفل للحضانة؛ فكلّما كان الوالدين أكثر هدوءًا أصبح الطفل أكثر ثقة، وبالمقابل فإنّ شعورهما بالذنب أو القلق أو التركيز المفرط على هذه المرحلة الانتقالية من شأنه أن يُشعر الأطفال بجميع هذه العواطف.
  • التأقلم التدريجي مع دوام الحضانة، إذ تسمح العديد من الحضانات لأولياء الأمور البقاء مع أطفالهم فترة زمنية معينة خلال النهار في الأيام الأولى من الدوام، مع إخبار الأطفال بطول تلك المدة مسبقًا.
  • إنّ اتباع روتين يمنح الطفل مزيدًا من الشعور بالأمان، ومن الأمثلة على النظام الروتيني: الاستيقاط، وتناول الإفطار، وتنظيف الأسنان، وارتداء الملابس وتطبيق واقي الشمس وأخذ صندوق الغذاء.
  • توديع الطفل: وذلك بقول كلمة "وداعًا" قبل المغادرة مع إخباره بالعودة إليه لاحقًا لأخذه، ويُمكن تخصيص مكان معيّن للوداع أو تكليفه بنشاط معين ليمارسه قبل المغادرة، كقول: "أي كتاب ستقرأ قبل أن أغادر؟"، وأخيرًا يُنصح بالوداع مرة واحدة والمغادرة دون تكرارها لعدم زيادة قلق الطفل أو الأم.

المراجع

  1.  Kathryn Hoffses (7-2018), "Helping Your Child Adjust to Preschool"، kidshealth, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  2.  Amanda Rock (24-6-2019), "How to Know If Your Child Is Ready to Start Preschool"، verywellfamily, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  3.  "How to tell if your child is ready for preschool"babycenter,27-12-2018، Retrieved 9-12-2019. Edited.
  4.  "Starting preschool"raisingchildren, Retrieved 9-12-2019. Edited.

جديد قسم : الحمل والأمومة