انماط الشخصيه وطرق التعامل معها

 

اختلاف الشخصية

يُولد الإنسان ويحمل معه مجموعة استعدادات وموروثات نفسية أولية، ثابتة كبصمة تمثّل هويته الشخصية، وهيكلته النفسيّة التي تميزه عن الآخر، رغم تعرضه للكثير من المتغيرات في نموه من قوة أو وهن، وتعرضه لخبرات وثقافات متنوعة، ولكنه يبقى محتفظًا بملامحه الشخصية وطباعه الثابتة.
يستخدم الأفراد كثيرًا من العبارات، بقولهم عن أحد ما إنّ شخصيته انفعالية، أو ينطبع على شخصيته الغضب، أو أنّ شخصيته هادئة ومتزنة، أو هذا شخص عاطفي، وغيرها من الحالات الانفعاليّة التي يُوسَم بها الفرد، وتتكرر في تصرفاته في نفس الموقف باختلاف الوقت والزمان، وتختلف مكونات الشخصية، فمنها ما هو موروث كالجنس، واللون، والمزاج، ومنها ماهو مشترك كالدوافع، والوجدان، والمعرفة، والاتجاهات، والميول وغيرها.

أنماط الشخصية

صنف عدد من العلماء أنماط الشخصية، فتحدث أبقراط، وفرويد، وآيزنك، وبك، وغيرهم عن أنماط الشخصية، وصنفوها بتصنيفات مختلفة، كلٌّ حسب مدرسته النفسية، فصنف كل من فريدمان وروزنمان الشخصية معتمدين على الأنماط السلوكية التي تحدث في موقف معين ولكن تختلف الاستجابات من فرد لآخر، وفيما يأتي هذه الأنماط:
  • النمط أ: شخص أكثر من مكافح، ويحاول أن ينجز أكثر من شيء في الوقت ذاته، وهو نمط مسيطر نتيجة شعوره بعدم الأمان، كما يتّصف بالعدوانية المفرطة للغير، والعجلة، والحديث السريع، والصوت المرتفع، وسرعة الاستثارة، والمنافسة القوية، فإذا لم يجد منافسًا له فإنه ينافس ذاته، ولا يعترف بالخسارة، ويحب الترقيات، ودائم الانشغال، ولا يستسلم للمرض، ويرفض المساعدة، ويكبت انفعالاته، ويعمل لساعات طويلة، ولا يتمتع بالصبر، ولا يشعر بالرضا والقناعة، كما أنه يظهر ملامح الغضب والعدائية على الجسد، ويتصارع مع الوقت لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل، ويقلل من تقدير الذات، ويفقد سيطرته إذا وقع في الأخطاء البسيطة وحتى التافهة، كما أّنه لا يملك حسّ الفكاهة والابتهاج، وهو أكثر عرضة للقلق والاكتئاب، والإصابة بالأمراض القلبية التاجية.
  • النمط ب: وهو عكس النمط أ، إذ يمتاز الفرد في هذا النمط بالجَلد والتحمّل، ولا يميل للنّزاع، وكلمة ضغط نفسي أو عصبي غير موجودة في قاموس حياته، فهو قادر على الاسترخاء، ويُحب الحياة، وهو واثق بذاته، ويميل للواقعية، كما يهتم بمشاعر الآخرين، وهو قليل الحساسية، مرتاح البال، بعيد عن التوتر، وإن تعرض لموقف ضاغط لا يُستثار بسهولة، لديه القدرة على التوازن وضبط الانفعالات، والتقبل التام للفشل، والابتعاد عن الإحباطات، كما لا يحبذ المقارنة مع الآخرين، يأخذ الأمور ببساطة ويبتعد عن التضخيم والتهويل، يمتاز بالتسامح، ذوو حكمة حياتية، اجتماعي، يمتاز بالإيجابية، حواره مفهوم وواضح، صوته هادئ ورزين.
  • النمط ج: يمتاز الفرد في هذا النمط بالهدوء والرصانة، الإفراط في اللطف، الخضوع التام للسلطة والمنظومة الاجتماعية، يتجاهل مشاعره، تابع للغير، إضافة إلى التفريط في الشعور بالمسؤولية، لا توجد لديه مظاهر العدوانية خوفًا من الصراعات، الشعور بالذنب بسبب وبغير بسبب، ويميل للاكتئاب والشعور بالدونية، كما أن لديه الشعور بالعجز وحتى اليأس، لا يمتلك فن التعبير عن انفعالاته ومشاعره، شعوره بعدم الإنجاز والقدرة على النجاح، تقديره لذاته سلبي، وروتيني، يعيش وحدة اجتماعية ونفسية، متشائم، وهو أكثر عرضة لمرض السرطان، ولذلك يبحث عن خبرات جنسية متعددة، يتعاطى الكحول والمواد المخدرة، السرعة في السواقة، ممارسة الرياضات الخطرة التي تؤدي إلى إصابات.

طرق التعامل مع أنماط الشخصية

  • النمط أ: يحتاج إلى المدح والثناء لترتفع ثقته بنفسه، وفي حالة التوتر والغضب محاولة تهدئته بالاسترخاء البسيط باستخدام طريقة الشهيق والزفير، الاستيضاح مما يريده، ومحاولة مساعدته لترتيب أفكاره ووقته، عدم السماح له بالسيطرة في الحوار، الطلب منه تقديم المبررات، والرد على ملاحظاته ومعلوماته إن كانت خاطئة، والتعرف على مهاراته وخبراته.
  • النمط ج: مساعدته للتعبير عن شعوره ويسمى بالتفريغ النفسي للكبت سواء للمشاعر أو الأفكار، ومساعدته باستعادة الثقة بالذات، الخروج من قوقعة الشعور بالذنب، والخضوع للعلاج المعرفي-السلوكي للتخلص من الأفكار السلبية التي تعلّمها واكتسبها منذ طفولته، إضافة لمحاولة إعادة هيكلته النفسية ومعرفته بطريقة إيجابية.
الشخصية الإنسانية مختلفة في الحياة وقد تستخدم مصطلحات أخرى تتعلق بوصف الشخصية كالشخصية الانبساطية، والانطوائية، والمزدوجة، وغيرها من المصطلحات النفسية المستخدمة في المدارس النفسية المتنوعة.

جديد قسم : مهارات الحياة